ناشرون قدامى

عرفت مصر الطباعة منذ أيام الحملة الفرنسية، حيث كانت أول مطبعة دخلت مصر هي مطبعة الحملة الفرنسية عام 1797م، إلى جانب المطبعة التي أنشأها المستشرق مارسل، وقد رحلت هذه المطابع عن مصر مع رحيل الحملة الفرنسية. ولما تولَّى محمد علي حكم مصر أنشأ مطبعة بولاق سنة 1821م، وهي التي تغيَّر اسمها إلى «الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية» سنة 1956، وأصبحت قاصرة على طبع المطبوعات الحكومية فقط. ولم تكن هذه هي المطبعة الأميرية الوحيدة في مصر، بل وُجِدت مطابع أميرية أخرى، ومنها: مطبعة «الطب»، ومطبعة «الطوبجية» بمدرسة الطوبجية (المدفعية)، ومطبعة «الوقائع» بالقلعة، ومطبعة «المهندسخانة»، ومطبعة «الجهادية»، ومطبعة الديوان الخديوي. وكان للجهود الأهلية دور كبير في حركة الطباعة، فأُنشئت: مطبعة الوطن، والمطبعة الكاستلية، ومطبعة وادي النيل، ومطبعة جمعية المعارف (وتسمى أيضًا بالمطبعة الوهبية)، وشركة طَبْع الكتب العربية، والمطبعة الميمنية، التي تغيَّر اسمها بعد ذلك إلى مطبعة الحلبي، والمطبعة الخيرية، ومطبعة إبراهيم المويلحي، والمطبعة الشرفية، ومطبعة كردستان العلمية، ومطبعة المنار، ومطبعة «الهلال» التي أنشأها إبراهيم زيدان، وهي غير «دار الهلال» التي أنشأها جورجي زيدان، ومطبعة المعارف (دار المعارف)، التي آلَت إلى الدولة في الستينيات من القرن العشرين. ومنها مطبعة السعادة، والمطبعة السلفية، والمطبعة المنيرية، ومطبعة دار الكتب المصرية، ثم مطبعة جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة لاحقًا)، ومطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، ومطبعة الخانجي، ومطابع دار الشعب. وكانت المجلات المتنوعة جزءًا من إصدارات هذه المطابع، وقد اختلفت في محتواها واتجاهاتها؛ فمنها الدينية، والسياسية، والأدبية، والعلمية، والفنية، والمجلات ذات الطابع الهزلي والانتقادي، بجانب المجلات المعمارية، والقضائية القانونية، والتاريخية ومجلات التشريع. ومن هذه المجلّات: «الوقائع المصرية» و«روضة المدارس» و«المقتطف» و«اللطائف المصورة» و«المقطم» و«المؤيد» و«الأستاذ» و«الهلال» و«أنيس الجليس» و«اللواء» و«أبوللو» و«دار العلوم» و«الأزهر»، وغيرها من المجلات النادرة. وللأسف توقف معظم هذه المجلات عن الصدور، بل ربما لم يَصدر من بعضها إلا أعداد قليلة، وذلك لأسباب مختلفة. وقد تميَّزت المطبوعات القديمة بالإحكام والدقة، وغزارة المادة العلمية، فكان لهذه الإصدارات شأن عظيم وقت صدورها، وما زالت حتى الآن تحتفظ بقيمتها، وهي محل طلب شديد من القراء الباحثين عن الجودة والدقة في الطباعة. وفي هذا القسم من البوابة نسعى لضم كل ما تصل إليه أيدينا من الكتب والمجلات النادرة التي صدرت عن هذه المطابع؛ لتكون في متناول الجيل الجديد، لإحياء هذا الكنز الثمين، بما يحقق الهدف من هذه البوابة، وهو إتاحة المعرفة لمد الجسور إلى آفاق المستقبل المشرق لبلادنا..