culture logo

بدأ حياتة فى الارض الطيبة يحرث الحقل ويلف وراء الجاموسة فى مدار الساقية تم...

لا يوجد تصنيفات أخرى لهذا المحتوى
بدأ حياتة فى الارض الطيبة يحرث الحقل ويلف وراء الجاموسة فى مدار الساقية تماما كأى فلاح لايفكر الا فى زيادة محصوله الجديد/الكمسارى وكان أمل ابوية ان يزوجا ولدهما عندما يكبر ويفرجا باولاده وهم يلعبون الى جواره فى الحقل وكبر الفتي بلغ الخامسة عشرة من عمره واصبح وحده يتحمل المسئولية التي القاها علي عاتقه ابوه الشيخ المسن ووجد الفلاح الصغير انه مسئول عن ستة عشر فما تنتظر منه الطعام واستأجر الفتي قطعة ارض ضمها الي ارضه ليضاعف محصوله ولكنه نظر الي اصدقائه الصغار فوجدهم قد دخلوا الجامعات وتحسنت احوالهم فعكف علي المذاكرة وبدأ من الاول كان يستعير كتب اصدقائه ويوفر من طعامه ليشتري ما لايقدر علي استعارته من الكتب وظل يذاكر ويواصل عمله في الحقل حتي حصل علي الشهادة الابتدائية ويوم نجح فيها ترك الحقل وسلمه لاخيه الصغير اما هو فقد التحق كمساري بالترام ولما اصر ابوه علي زواجه تزوج واضاف الي الافواه المفتوحة اربعة افواه اخري لزوجته واولاده وستة جنيهات هي مرتبه في وظيفة كمساري ترام قليلة لاتكفي وكافح الكمساري وجعل يوفر من قوته وقوت اولاده ليشتري كتبا الي ان نال شهادة الثقافة دون ان يدخل مدرسة وارتفع مرتبه بعض الشئ ثم حصل علي التوجيهية والتحق بكلية الحقوق انه يقضي ليلة بين كتب القانون ونهاره علي سلم الترام وكتبه لاتفارقه كصفارته تماما فهو ينتهز كل فرصة تسنح له حتي يستذكر فيها محاضراته انه يتقاضي من شركة الرتام ستة عشر جنيها شهريا ولكن آماله اكبر منها فهو يريد ان يحصل علي الليسانس بتفوق حتي يلتحق بالسلك الدبلوماسي ومن ثم يصبح عظيما بقي ان تعرف اسمه انه محمود عبداللطيف كمساري ترام وطالب بالثانية في كلية الحقوق جامعة القاهرة
صورة
١٩ ديسمبر ١٩٥٨

بدأ حياتة فى الارض الطيبة يحرث الحقل ويلف وراء الجاموسة فى مدار الساقية تماما كأى فلاح لايفكر الا فى زيادة محصوله الجديد/الكمسارى وكان أمل ابوية ان يزوجا ولدهما عندما يكبر ويفرجا باولاده وهم يلعبون الى جواره فى الحقل وكبر الفتي بلغ الخامسة عشرة من عمره واصبح وحده يتحمل المسئولية التي القاها علي عاتقه ابوه الشيخ المسن ووجد الفلاح الصغير انه مسئول عن ستة عشر فما تنتظر منه الطعام واستأجر الفتي قطعة ارض ضمها الي ارضه ليضاعف محصوله ولكنه نظر الي اصدقائه الصغار فوجدهم قد دخلوا الجامعات وتحسنت احوالهم فعكف علي المذاكرة وبدأ من الاول كان يستعير كتب اصدقائه ويوفر من طعامه ليشتري ما لايقدر علي استعارته من الكتب وظل يذاكر ويواصل عمله في الحقل حتي حصل علي الشهادة الابتدائية ويوم نجح فيها ترك الحقل وسلمه لاخيه الصغير اما هو فقد التحق كمساري بالترام ولما اصر ابوه علي زواجه تزوج واضاف الي الافواه المفتوحة اربعة افواه اخري لزوجته واولاده وستة جنيهات هي مرتبه في وظيفة كمساري ترام قليلة لاتكفي وكافح الكمساري وجعل يوفر من قوته وقوت اولاده ليشتري كتبا الي ان نال شهادة الثقافة دون ان يدخل مدرسة وارتفع مرتبه بعض الشئ ثم حصل علي التوجيهية والتحق بكلية الحقوق انه يقضي ليلة بين كتب القانون ونهاره علي سلم الترام وكتبه لاتفارقه كصفارته تماما فهو ينتهز كل فرصة تسنح له حتي يستذكر فيها محاضراته انه يتقاضي من شركة الرتام ستة عشر جنيها شهريا ولكن آماله اكبر منها فهو يريد ان يحصل علي الليسانس بتفوق حتي يلتحق بالسلك الدبلوماسي ومن ثم يصبح عظيما بقي ان تعرف اسمه انه محمود عبداللطيف كمساري ترام وطالب بالثانية في كلية الحقوق جامعة القاهرة

no content book

هذه الصورة غير متاحة حالياً

ابحث في كل شيء هنا ، مثل المقالات و الموضوعات والمزيد